الصداع منتشر بين الكثير من الناس، وأغلبهم لا يعرف بوجود أنواع صداع الرأس المختلفة، وبأن بعضها خطير للغاية، قد تشير إلى أمراض مزمنة تهدد صحتك.
ولذلك ستجد هذا المقال دليلاً شاملاً عن صداع الرأس أنواعه المختلفة، أسبابه والطريقة الصحيحة للتعامل معه.
ما هو صداع الرأس؟
ذلك الألم الذي تشعر بيه في أي جزء من رأسك هو الصداع، يتكرر حدوثه طوال فترة حياتك، ويختلف نوعه حسب نوع ومكان الألم، حدته، ومدى تكراره أيضا.
حيث أكتشفت منظمة الصداع الدولية أكثر من 200 نوع من صداع الرأس، وتم معرفة أسباب حدوث 10% من الأنواع فقط.
ولكن المطمئن أن أغلب أنواع صداع الرأس غير خطيرة يمكنك علاجها والسيطرة عليها، في الفقرات التالية سنتعرف على أنواع الصداع وأسبابه.
أنواع الصداع وأسبابه
في الصورة السابقة تجد أشهر أنواع الصداع ومكان الألم في كل نوع، ولكن جميع أنواع الصداع تندرج تحت تصنيفين أساسين هما:
- الصداع الأولي primary headaches.
- الصداع الثانوي secondary headaches.
كل نوع من الأنواع السابقة له أسباب معينة تؤدي لحدوثه ولكن بشكل
1. الصداع الأولي primary headaches
يحدث الصداع الأولي نتيجة لخلل في وظايف مراكز الإحساس بالألم في الدماغ، كما أن بعض الأشخاص لديهم جينات تجعلهم يشعرون بالألم أكثر من غيرهم.
أي أن الصداع الأولي يحدث ذاتيا كعرض مستقل، لا ينتج عن أي أمراض عضوية أخرى، كما أن أسلوب الحياة الخطأ قد يدفعك للشعور بصداع الأولي.
تلك العادات الخاطئة مثل:
- استهلاك الكحوليات والخمور.
- التدخين.
- اضطرابات النوم، ونقص عدد ساعاته وجودته.
- الاعتماد على الأطعمة الغير صحية مثل اللحوم المصنعة، الأكلات الصينية، الجبن، كلها تحتوي على أكسيد النيتريك، وأملاح الصوديوم بكثرة.
- وضعيات الجسم الخاطئة.
- الإجهاد الشديد.
- الإفراط في شرب المنبهات مثل القهوة والشاي، المشروبات الغازية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين.
يندرج تحت الصداع الأولي بعض أنواع صداع الرأس مثل:
- صداع التوتر Tension-type headaches: أشهر أنواع صداع الرأس، يصف المرضى الألم كأنه رباط ضغط يدور حول رأسهم، حيث تكون حدة الألم بسيطة أو متوسطة يمكن علاجها باستخدام مسكنات الألم المنتشرة في الصيدليات، وتغيير بسيط في أسلوب الحياة وتعلم كيفية التعامل مع ضغوطاتها المستمرة.
- الصداع النصفي Migraine headaches: من أسوأ أنواع الصداع، حيث يستمر الألم من 4 ساعات وقد يصل إلى أيام ويزاداد الأمر سوءا مع الحركة، التعرض للضوء والأصوات والروائح القوية، كما أثبتت الأبحاث أن الصداع النصفي يحتل المركز السادس في قائمة الأمراض التي تعوق حياتك اليومية.
- الصداع العنقودي Cluster headaches: الألم الذي تشعر به في هذا النوع أصعب من الصداع النصفي، يأتي في صورة هجمات متكررة، قد تصل إلى 8 هجمات على مدار اليوم، وقد يستمر إلى أيام وشهور قبل أن يزول مؤقتا عند بعض المصابين بالصداع العنقودي، كما يترواح عمر المصابين به بين 20: 40 عام.
- New daily persistent headache: صداع يومي يحدث فجأة لأسباب غير معروفة حتى الآن، يُصاب به السيدات أكثر والأطفال أيضا، ولا يمكن علاجه بالأدوية المعروفة، ولكن الشيء الجيد هو أن ذلك النوع من أنواع صداع الرأس نادر حدوثه.
2. الصداع الثانوي secondary headaches
ذلك النوع من أنواع صداع الرأس يحدث كعرض مصاحب لأمراض أخرى، أو نتيجة له ويزول الألم بعلاج المرض الذي أدى إلى الشعور بالصداع.
هناك أنواع مختلفة من الصداع الثانوي بعضها يشير إلى أمراض بسيطة مثل الصداع الناتج عن الجيوب الأنفية، الجفاف، الإفراط في تناول الأدوية.
وقد يشير البعض الآخر إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل النزيف الداخلي بالمخ، التشنجات، الجلطات، انفجار الأوعية الدموية المتصلة بالدماغ.
ولذلك يجب التدخل الطبي الفوري لعلاج المرض الأساسي المسبب للصداع الثانوي قبل حدوث مضاعفات خطيرة.
تشخيص وعلاج صداع الرأس
يتم تشخيص صداع الأس الثانوي عن طريق الأعراض المصاحبة له، التحاليل المعملية، والأشعة، وعلى حسب نوع الصداع يتحدد العلاج.
فالصداع الأولي يمكن علاجه عن طريق مسكنات الألم المتناولة ويمكن صرفها من الصيدليات بدون وصف الطبيب، وكذلك بتحسين نمط الحياة والعلاج المعرفي السلوكي.
فمثلا إن كنت تعاني من صداع التوتر Tension-type headaches فالعلاج المعرفي السلوكي سيساعدك في التخلص من القلق والتوتر الزائد، وقد يمنحك الطبيب أدوية مضادة للإكتئاب والقلق أيضا.
أما في الصداع الثانوي يتم تشخيص المرض المسبب لصداع الرأس، ثم يصف الطبيب العلاج المناسب، وبعلاج المرض يزول الصداع.
وأيضا يمكن لمساج الرأس وممارسة التأمل أن تقلل من حدة الصداع وآلامه، وأيضا تساعدك في الإسترخاء وعلاج التوتر.
وكذلك يمكن أن يُعالج الصداع باستخدام الإبر الصينية حيث أثبتت بعض الدراسات في 2021 أن الإبر الصينية فعالة أكثر من الأدوية في علاج أنواع صداع الرأس المختلفة.
والتنويم المغناطيسي، كما أثبتت الدراسات أن بعض الأعشاب الطبيعية المهدئة مثل الزنجبيل، الكاموميل(البابونج) لها دور في علاج وتسكين آلام الصداع أيضًا.
ولكن يجب أن تكون حريصًا على صحتك، وعندما تلاحظ أحد العلامات الآتية، توجه إلى الطبيب فورا:
- تكرار نوبات الصداع باستمرار.
- المسكنات المتدوالة الباراسيتمول والإيبوبروفين لا تجدي نفعًا، بل تزداد حدة الألم وقوته.
- إذا شعرت بألم نابض في مقدمة الرأس أو أحد جوانب الوجه فقد يكون صداع نصفي أو عنقودي يلزمهم تدخل سريع؛ للتقليل من الألم.
- تشعر بالدوران المستمر، وتتقيأ بكثرة.
- زيادة الألم عند التعرض للضوء أو الضوضاء.
كيف تحمي نفسك من أنواع صداع الرأس المختلفة؟
لكي تقي نفسك من آلام الصداع عليك أن تعرف المحفزات التي تؤدي إلى شعورك بالألم، وتجتنبها أو تقلل تعرضك لها.
فإن كنت تلاحظ أن حدة ألم صداع الرأس تزداد بزيادة استهلاكك للكافين والتدخين المفرط، فاحرص على التخلص من هذة العادات السيئة، أو تقنين عدد مرات التدخين، وشرب المنبهات مثل القهوة خلال يومك.
وإن كان الألم يزداد عندما تشم عطر معين، فتجنب وضعه وهكذا، ولكن بشكل عام يمكنك أن تتبع النصائح الآتية:
- أكثر من شرب الماء: ففي بعض الأحيان يكون الصداع ناتجا عن الجفاف، ويزول بعد الإرتواء بمدة تترواح بين 30 دقيقة: 3 ساعات.
- استخدام الزيوت العطرية: أثبتت الدراسات أن الزيوت العطرية مثل زيت النعناع، اللافندر، الكافور لهم فاعلية في تسكين آلام الصداع وتقليل مرات حدوثها، بالإضافة إلى تقليل التوتر.
- استخدام الكمادات الباردة: يساعد في تسكين الألم، ولها تأثير مخدر في حالات الصداع البسيطة.
- القيام بعمل مساج للرأس ومكان الألم.
- الالتزام بنظام غذائي متوازن، خالي من الأطعمة واللحوم المصنعة، والكافيين.
- أخذ فترات من الراحة أثناء العمل.
- النوم بشكل كافي.
- ممارسة الرياضة باعتدال أو المشي؛ لتنشيط الدورة الدموية.
تلك النصائح السابقة ستساعدك؛ حتى تتفادى صداع الرأس وللتقليل من حدة الألم أثناء نوبات الصداع المتكررة.
قد يهمك: حيل مذهلة لزيادة التركيز وتقوية الذاكرة.